ما وراء الباب
في طريق عودتي من العمل بالأمس، كنت أركب الحافلة، تلك التي لا تهدأ عجلاتها ولا يعير سائقها اهتمامًا لقوانين الفيزياء أو حتى للأرواح المتشبثة بمقاعدها. توقّفت الحافلة أخيرًا عند محطتي، أو هكذا ظننت. تقدّمت نحو الباب بخطوات واثقة كعادتي، متوقعة أن يهبني السائق ثوانٍ من الرحمة ليُبطئ سرعته قليلًا، لكن لا! عندنا في مصر، يبدو أن التباطؤ في القيادة خيانة، أو ربما تضييع لهيبة السائق. وفي لحظة، وجدت نفسي خارج الحافلة أسرع مما خططت. قدماي لم تلامسا الأرض كما كنت آمل، بل كانت الأرض أسرع في احتضاني. اصطدم رأسي بحدة، لكن قبل أن أستوعب الأمر، نهضتُ كمن انتفض من حلمٍ مزعج. لا أعرف كيف حدث ذلك... ربما كان الخوف من أن أكون "المشهد اليومي" للركّاب. تلك النظرات الفضولية التي تصيبك بقشعريرة الإحراج أسرع من السقوط نفسه. نهضتُ، رتّبتُ ثيابي وكأن شيئًا لم يحدث، أكملتُ طريقي بثبات مُصطنع. كنت أشعر بدوار حقيقي، لكن كبريائي لم يسمح لي بطلب المساعدة، فأكملت طريقي وكأن شيئًا لم يحدث. عندما عدتُ إلى المنزل، رميت نفسي على السرير بشكل درامي، وكأنني أخيرًا حصلت على ما كنت أحلم به منذ أن استيقظت. غططت في نو...