مجرد كائن

 في قديم الزمان كان هناك كائن غريب.

ذلك الكائن ليس وحشًا مخيفًا، بل هو أقرب لكل ما هو لطيف. 


لكن كان هناك شيء فيه، شيء عميق يصعب وصفه. هل هو ميزة أم عيب؟


كان انعكاسًا صافيًا لكل ما حوله، كمرآة بلا حدود تتلون بلون كل شعور يمر بالقرب منه.


إذا ابتسم شخص بجواره انعكست ابتسامته على شفتيه، وكأن السعادة تنبع منه.وإذا غرق أحدهم في الحزن كُسِرت ملامحه وانطفأ بريقه في لحظة.


قد تظن أن تلك نعمة؟

ولكنها لم تكن سوى لعنة، وعبء ثقيل يرتدي قناع النقاء.


من هو؟

ما هي مشاعره الحقيقية؟

ما هي اهتماماته؟

وأين هي حياته؟


كل شيء فيه كان مستعارًا، مؤقتًا يعبر الآخرين ثم يختفي.

لم يكن يعرف نفسه، ولم يحاول أحد أن يعرفه.


قد يساورك الفضول وتسأل: "تري ما هي مشاعره الحقيقية؟ ألا يعرف ما يحب وما يكره؟"


صدقني لا أنا ولا أنت سنعرف، لأنه بذاته لا يدري.


أي كيان هو ذلك؟


وفي النهاية جعله واقعه يدرك شيئًا واحدًا:


أن التعاطف المفرط والاهتمام الزائد بالآخرين على حساب نفسه قد أزهق روحه.


تعليقات

المشاركات الشائعة