سر قرية آشلي

 تخيّل عزيزي القارئ أنك ذاهب لزيارة أهلك في قريتك الصغيرة، وعندما تصل تجد أن القرية اختفت بالكامل. ليس مجرد خراب أو أثر لكارثة طبيعية، بل اختفاء تام، وكأنها لم تكن موجودة. أى كارثة طبيعية قد تفعل ذلك؟ أم ربما هي شئ ما وراء الطبيعة؟ 

هذا ما سأحدثكم عنه اليوم ألا وهو اختفاء قرية آشلي.


قصتنا اليوم هي عن "اختفاء قرية آشلي"، القرية التي لم يبقَ منها سوى ذكريات غامضة وأحداث مرعبة.


في شهر أغسطس عام 1952، كان سكان قرية آشلي يعيشون أيامهم العادية. ولكن في فجر يوم 16 أغسطس، سجلت هيئة المسح الجيولوجي زلزالًا بقوة 7.9 على مقياس ريختر. في اليوم التالي عندما وصلت الشرطة للتحقق، كانت المفاجأة: لم تكن هناك أي قرية. بدلاً من ذلك وجدوا شقًا عميقًا في الأرض تخرج منه نيران لامعة، وكأنه فوهة جهنم.


الأحداث لم تتوقف عند هذا الحد. ففي يوم 30 أغسطس وقع زلزال آخر. توجهت الشرطة مرة أخرى إلى الموقع، لكن هذه المرة لم تجد أي أثر للشق لقد أغلق بالكامل، وكأن الأرض طوت على نفسها وسكانها.


ولكن لنعد بالزمن قليلًا كعادتنا، إلى ما قبل الزلزال ببضعة أيام، حيث بدأت البلاغات الغريبة تتدفق إلى الشرطة:


8 أغسطس

مساءً، في تمام الساعة 7:13. أبلغ أحد سكان القرية "جابريال"عن رؤية ثقب أسود لامع في السماء. لم يكن الوحيد؛ العشرات من سكان القرية أبلغوا عن الظاهرة نفسها. الغريب أن هذه الظاهرة لم تكن مرئية خارج حدود القرية.


عندما أُرسل شرطي للتحقق واجه أمرًا لا يُصدق. كلما اقترب من القرية وجد نفسه يعود إلى المكان الذي انطلق منه، وكأن الطريق الوحيد المؤدي إلى القرية أصبح لغزًا بحد ذاته.


9 أغسطس

استمرت البلاغات تتدفق. ازداد الثقب في السماء حجمًا بشكل مقلق، وبدأ الظلام يزحف على القرية. كما أبلغت امرأة عن اختفاء جيرانها، وكأنهم تبخروا في الهواء.


ما كل هذا؟ وإلى اين سيصل بهم الحال؟


10 أغسطس

في هذا اليوم، أُبلغ عن ضوء الشمع عن القرية بالكامل، لتصبح غارقة في ظلام دامس. قررت شرطة ولاية كانساس إرسال مروحيات للتحقق، لكن المفاجأة الكبرى كانت أن القرية لم تظهر على الخرائط، وكأنها اختفت تمامًا من الوجود.


11 أغسطس

وصل بلاغ غريب من امرأة تقول إن ابنتها الصغيرة تتحدث مع والدها المتوفى! لم يمض وقت طويل حتى بدأ سكان القرية يبلغون عن تصرفات غريبة لأطفالهم؛ كانوا يتحدثون إلى أشخاص غير مرئيين، ويخرجون إلى الظلام في منتصف الليل.

هل تعتقدون الأمر انتهى هنا؟ بالطبع لا.


12 أغسطس

وصلت الكارثة إلى ذروتها عندما أُبلغ عن اختفاء 217 طفلًا من القرية. في اليوم التالي، اندلع حريق هائل بلون أحمر مائل للسواد. بدأ ذلك الحريق من جنوب القرية وتحرك نحو الشمال، ولم يُشاهَد من القرى المجاورة.


15 أغسطس

مساءً، تلقت الشرطة آخر مكالمة مسجلة من القرية. كانت المتصلة، أبريل غايل، تتحدث بصوت مرتجف:

"أرجوك، سيدي، ساعدني! لقد عادوا!"

"من عاد يا سيدتي؟"

"الجميع... كل من اختفوا عادوا، حتى ابني الذي مات العام الماضي! عادوا وهم يبحثون عنا. لقد دخلوا عند جيراننا، ثم سمعت صراخًا!"

"أين أنتِ الآن؟"

"أنا أختبئ في الخزانة..."


ثم سُمِع صوت طفل يقول: "أمي، أين أنتِ؟... ها أنا وجدتك." تلا ذلك صراخ مرعب وانقطع الاتصال.


بعد بضع أيام، وقع الزلزال الأخير، وأغلق الشق الذي التهم القرية وسكانها بالكامل.



---


ما الذي حدث فعلًا؟ ما سر ذلك اللمعان والثقب الأسود؟ هل كانت القرية ضحية كائنات من عالم آخر؟ أم أنها لعنة غامضة؟ أم ربما تخفي الحكومة الأمريكية سرًا كبيرًا؟ وما الغاية من كل ذلك؟


أسئلة كثيرة بلا إجابات، لأن قرية آشلي لم يعد لها وجود.



تعليقات

المشاركات الشائعة